سد الحاجة في أحكام الحجامة

602

سد الحاجة في أحكام الحجامة

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-
أغلق باب الدار .. وجلس أمامه يتسول من كل رائح وغاد .. بعد أن ترك بداخله ثروات مكنوزة في صناديق .. ولكنه تكاسل عن فتحها واستخراجها .. واستسهل أن يعيش على بقايا الآخرين .. وفجأة مرّ به من أعطاه .. فوجد ما أعطاه شيئًا رآه من قبل في مخازن والده .. فانتبه لذلك !! وعاد إلى كنوز أبيه يبحث فيها .. فوجد من الثروات ما يغنيه عن التسول من الآخرين ..
قصةٌ غريبةٌ لكنها واقعية ، فهذا هو واقع أمتنا الآن ! فالخير كله عندنا في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك نستجدي الآخرين ، ونفاجأ في النهاية أن الكثير مما وصلوا إليه من صميم تراثنا، ومن تلك الكنوز التي نملكها ، والآن جاءت لنا من الخارج بعد أن انتشرت عندهم ودرسوها في جامعاتهم وثبت لهم بالتجربة مدى نفعها في علاج المرضى بالأمراض المختلفة ( الحجامة ) .
فالحجامة ممارسة طبية قديمة، عرفها العديد من المجتمعات البشرية، من مصر القديمة غربًا التي عرفتها منذ عام 2200 ق.م مرورًا بالآشوريين عام 3300 ق.م ، إلى الصين شرقًا ، فالحجامة مع الإبر الصينية أهم ركائز الطب الصيني التقليدي حتى الآن، وقد عرف العرب القدماء الحجامة – ربما تأثرًا بالمجتمعات المحيطة – وجاء الإسلام فأقر الممارسة ، فقد مارسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجَّام أجره، كما أثنى الرسول (صلى الله عليه وسلم) على تلك الممارسة، فقال : ( إنّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِه الْحِجَامَةُ ) 1 .

تحميل

سد الحاجة في أحكام الحجامة

التعليقات مغلقة.